فعلها #الاحباط
دون سابق إنذار ، و دون تنسيق مسبق ، و دون أن يتصل أحدُُُ بأحد … تسللوا عبر شوراع العاصمة المتفرقة ، و بدأوا يصلون تباعا الى ” ساحة حرية الصحافة ” في أول ماي .
كان تعداهم بالعشرات صباحا ،، تحول بعد مدة الى مئات أو آلاف في إول مشهد احتجاجي تعيشه الجزائر .
كان الجميع صامتا ، يتردي كل منهم كمامة تقيه شر كورونا ، و تمنع عنه استنشاق رائحة المكان العفنة .

أخذ أحدهم شريطا لاصقا أسودا و وضعة على الكمامة ” على جهة الفم ” و راح الجميع يقوم بنفس الشيء دون ان يتحدث احد مع أحد . .. يا له من مشهد رهيب .
في الصفوف الامامية تقدم جمع من نشطاء الاعلام الكبار و الاسماء البارزة في هذا الحقل المتآكل .
و خلفهم اصطف آخرون .
المصورون الصحفيون تركوا آلتهم و انضموا الى الجمع ، و لم يجد المجتمعون الا بعض المارة الفضوليين يلتقطون لهم بعض ما تيسر من صور .
في لحظة ما رفعوا صورا لزملاء لهم يقبعون في السجون و دونما صوت او كلمة استمروا في الوقوف .
انتبهت الشرطة للحدث غير المبرج ، فحاولت تطويق المكان .
لكن سرعان ما انسحبت بهدوء و بقيت تتفرج من على بعد من شدة التنظيم و الهدوء و السلمية التي تحلى بها الصحفيون الذين وقفوا كجسد واحد لأول مرة .
وقفوا قرابة الساعتين تحت اشعة شمس أوت الحارقة و لا يشتكون .
قال الذي كان بجانبي و هو يشاهد مذهولا ما أشاهد : الصحف لن تصدر غدا ، و ستكتفي القنوات بإعادة البرامج و النشرات دون مقدمين و منشطين ،،، فجميعهم هنا على ما يبدو ..
أخذ الشريط الاسود و وضعه على فمه و فمي و تقدمنا .
فجأة رن هاتف قريب أزعج هدوء المشهد و المكان .. لم يتوقف الا و أنا أحاول اطفاءه ، فأستفيق بعدها من حلم و نوم ليلة حزينة أخرى تمر عليا في غربتي الاضطرارية بعد تعليق السفر و الرحلات . ضربت أخماسا في أسداس ،، و قلت : إنها تداعيات ” القنطة” .. نعم لقد فعلها الاحباط
أضف تعليقا